كتبت – مروة عبد الفضيل

مهدي خوش نجاد تخرج في كلية الفنون قسم الجرافيك، بدأ عمله كأحد أعضاء مجموعة مركز ميثاق الثقافي منذ عام 2010 م، في عام 2011 سافر إلى ليبيا أثناء ثورتها ضد القذافي مع المخرج الإيراني إسلام زادة، حيث نجح بعد اجتياز العديد من المشكلات من الدخول إلى ليبيا وقامبعمل عدة أفلام وثائقية عن الثورة الليبية أنه المصور ومساعد المخرج مهدي خوش نجاد نتحدث معه عن أخر أعماله الفيلم الوثائقي روهينجيا (قوم مشردون) عن مأساة مسلمى الميانمار:

  • كيف جاءت فكرة فيلم روهينجيا ؟

لقد اهتم مركز ميثاق الثقافي والذي أتشرف بالإنتماء إليه منذ اللحظة الأولى لتأسيسه وحتى الأن بصناعة الأفلام الوثائقية عن الأزمات التي يتعرض إليها عالمنا الإسلامي والمستضعفين من المسلمين، ومن هذا المنطلق أرسل المركز خلال العقدين الأخيرين العديد من المجموعات الشبابية من صناع الأفلام الوثائقية إلى دول عربية وإسلامية مثل لبنان، أفغانستان، العراق، السودان، الصومال، ليبيا، كشمير، أسيا الوسطى، أمريكا اللاتينية وغيرها من الدول، وقد قامت هذه المجموعات بصناعة العشرات من الأفلام التسجيلية كمساهمة منهم في إيصال رسالة مسلمي العالم ومظلوميه إلى سائر البلدان.

بعد أن اشتدت وطئة المذابح التي تعرض لها مسلمي الروهينجيا على يد حكومة ميانمار والبوذيين، قرر مدير مؤسسة ميثاق إرسال مجموعة لعمل فيلم وثائقي حول هذه الكارثة. قام السيد مهدي عوض زادة كمخرج لهذا العمل الوثائقي بعمل التحقيق اللازم حول هذه القضية وأبعادها الإنسانية، وانضممت إليه كمصور وسافرنا كفريق عمل صغير يتكون من شخصين إلى دولة بنجلاديش لصناعة فيلم وثائقي حول حياة شعب الروهينجيا المظلوم.

  • ما هى الرسالة التى ترغبون فيها من خلال هذا العمل؟

عندما كنا نتقابل مع أفراد هذه الأقلية المظلومة، كنا نشعر في عيونهم بما يعانون منه من آلام وأحزان، وعندما كنا نسألهم عن المشكلات التي قد تعرضوا إليها في ميانمار، كان البعض لا يستطيع مجرد الحديث عن هذه المعاناة، لذلك كان هدفنا وهمنا الأول من صناعة هذا الفيلم الوثائقي وإقامة معرض الصور الخاص بقوم الروهينجيا هو نقل ما يتعرضون له من معاناة إلى الأخرين. على الرغم من استحالة أن تقوم عدة صور فوتوغرافية أو فيلم وثائقي بتوضيح الحقائق كاملة عن هذه المأساة، أو أن توصل إلى الأخرين قصة هذا الشعب المظلوم بشكل كامل، إلا أننا يجب أن نعترف بأننا نسعى بقدر جهدنا، ونتمنى أن تدفع هذه الخطوة بفضل من الله الأخرين للقيام بأعمال أكثر تأثير.

  • هل هناك صعوبات واجهتكم أثناء التحضير لهذه الأعمال؟

إن أول وأهم مشكلة واجهتنا كانت عندما رغبنا في الذهاب إلى قلب الحدث، حيث لم نتمكن من الذهاب إلى ميانمار نفسها. إن دولة ميانمار من ناحية لا تربطها علاقات دبلوماسية جيدة بإيران، ومن ناحية أخرى تمنع دخول أي صحفي إلى مناطق الأزمة مهما كانت هويته. الأمر الذي اضطرنا إلى السفر إلى دولة بنجلاديش، حيث يتواجد هناك أكبر عدد من اللائجين من قوم الروهينجيا والذي يصل إلى حوالي من 300 إلى 500 لاجئ.

كانت المشكلة التالية في بنجلاديش نفسها حيث واجهتنا صعوبة في الدخول إلى مخيمات اللاجئين، وقد تمكنا بعد انتظار شهر كامل من الدخول إلى ثلاث مخيمات فقط في مدينة حدودية تسمى “تكناف”، وكان علينا الخروج منها خلال أقل من 30 دقيقة.

من أصعب المشكلات التي تواجهنا الأن في مرحلة المونتاج هي مشكلة اللغة، حيث أن اللغة التي يتكلم بها قوم الروهينجيا ليست اللغة البنجلاديشية ولا اللغة الميانمارية، ولم نجد في إيران شخص يجيد هذه اللغة حتى الأن.

  •  مصادر توثيق المعلومات من أين تأتي؟

حيث أن المعلومات المكتبية والمعلومات المتوفرة في شبكة الإنترنت حول هذه الكارثة الإنسانية لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل، وحيث أن هناك اختلاف وتناقض واضح بين المصادر المختلفة التي تتحدث عن كمية وكيفية وأسباب وقوع هذه الجريمة، فإن أفضل طريقة للبحث وعمل فيلم وثائقي حول هذا الموضوع هو التحقيق الميداني والتواجد في محل الحدث، وكذلك الحوار مع مشردي ميانمار أنفسهم، وهو ما قمنا بفعله.

  • هل كنت تخطط للمعرض المقام حالياً في طهران تحت عنوان “روهينجيا، قوم مشردون”، أثناء تصوير الفيلم الوثائقي؟

في حقيقة الأمر إن تلك المأساة قد أثرت في نفسي بشكل شخصي، الأمر الذي دفعني لالتقاط بعض الصور بعد الانتهاء من مهام عملي، وعندما عدت إلى الوطن وشاهد الصور بعض زملائي ومدير المؤسسة التي أعمل بها قاموا بتشجيعي على فكرة المعرض.

  • هل ترغب في عرض هذه الصور فى دول اجنبية وما هى؟

إن هدفنا في واقع الأمر هو ايصال رسالة هذا الشعب إلى أكبر عدد ممكن من شعوب العالم، الأمر الذي يدفعنا إلى بذل أقصى جهودنا، وعرض هذه الصور في المهرجانات والمعارض الأجنبية يساعدنا على تحقيق هذا الهدف، لذلك لن نتوانى عن السعي وراء تلك الخطوة.

  • فى رأيكم هل يستطيع العمل أن يزيح التعتيم العالمي على ما حدث لمسلمى ميانمار؟ ولماذا نرى هذا التعتيم؟

كلما مر الوقت على هذه الكارثة، كلما زاد سكوت الدول الكبرى تجاه هذه الكارثة، بل وسكوت وتجاهل الدول الإسلامية نفسها، فنحن نرى أن على الرغم من مرور أكثر من عقدين من الزمان على مذبحة مسلمي الروهينجيا على يد دولة ميانمار وعلى الرغم من اعلان منظمة حقوق الإنسان حديثاً أن “الأحداث التي تقع في ميانمار هي عملية إبادة”، فنحن لا نرى أي خطوة فعلية لحل هذه الأزمة من قبل المنظمات العالمية ولا الدول الإسلامية.

لاشك أن المساعدات الغذائية وإقامة مخيمات اللاجئين هو أمر ضروري، لكنه لا يحل المشكلة من جذورها. إن أولى احتياجات هؤلاء المسلمين هو الاعتراف بحقوقهم الإنسانية الأولية، وحقهم في المواطنة. فهم إن لم يكونوا مسلمين فهم بشر ولهم حقوق.

إننا كمسلمين نؤمن أننا حتى وإن كنا لا نستطيع أن نفعل شيئاً لرفع هذا الظلم عن إخواننا، فإن من واجبنا على الأقل أن نصرخ لينتبه العالم، إما بالصوت أو بالصور.

المصدر: أونست